المنتخب السعودي يلامس الحلم: نحو مونديال 2026

تترقب جماهير المنتخب السعودي بشغف مشواره نحو كأس العالم 2026، حيث يواجه “الأخضر” تحدّيات كبيرة في طريقه نحو التأهل للبطولة. بعد الأداء المميز في كأس العالم 2022، الذي شهد الفوز التاريخي على الأرجنتين، يطمح السعوديون لتحقيق إنجاز جديد يعيد إلى الأذهان تألق “الأخضر” في مونديال 1994. لكن هل يستطيع المنتخب السعودي تجاوز التحديات الراهنة واستعادة أمجاده؟

Bet with Betfinal on The World cup

 

This image has an empty alt attribute; its file name is saudi-2026-1.png

مشوار التصفيات للمنتخب السعودي: بداية متعثرة وتحديات قادمة

بدأ المنتخب السعودي التصفيات الآسيوية المؤهلة لكأس العالم 2026 بشكل متعثّر، حيث حقق فوزًا وحيدًا على الصين بنتيجة 2-1، لكنه تعادل في ثلاث مباريات أمام أستراليا والبحرين وإندونيسيا، وخسر مرتين أمام اليابان وإندونيسيا. أدّت الهزيمة المفاجئة أمام إندونيسيا (0-2) إلى تراجعه للمركز الرابع في المجموعة الثالثة برصيد 6 من ست جولات.

يثير هذا التراجع في النتائج بعض التساؤلات حول قدرة الفريق على تحقيق التأهل المباشر، خاصةً وأنه لم يُحقق أي فوز في ثلاث مباريات لعبها على أرضه في هذه التصفيات، حيث خسر أمام اليابان وتعادل مع البحرين وإندونيسيا. ومع تصدّر اليابان للمجموعة الثالثة برصيد 16 نقطة، وتقاسم أربعة منتخبات للمركز الثاني برصيد 6 نقاط منها (إندونيسيا والسعودية والبحرين والصين)، تشتدّ المنافسة على بطاقتي التأهل المباشر.

تبقى خمس مباريات حاسمة، يحتاج المنتخب السعودي إلى تحقيق أربعة انتصارات منها لضمان التأهل  دون  الاعتماد على نتائج المنتخبات الأخرى. تشمل مباريات المنتخب المتبقية مواجهتين صعبتين ضد اليابان وأستراليا خارج الديار، إلى جانب مباريات على أرضه ضد الصين وأستراليا والبحرين.

عودة هيرفي رينارد: هل تصنع الفارق؟

بعد فترة من التراجع تحت قيادة المدرب الإيطالي روبرتو مانشيني، عاد الفرنسي هيرفي رينارد لتولي قيادة المنتخب السعودي. رينارد، الذي قاد الفريق لتحقيق الفوز التاريخي على الأرجنتين في مونديال 2022، يتمتع بخبرة كبيرة في الكرة السعودية، ويُعرف بقدرته على بث روح الحماس في نفوس لاعبيه. ورغم البداية الصعبة له في التصفيات الحالية، فقد أبدى ثقته في قدرة الفريق على تحسين أدائه.

يواجه المدرب تحديات عديدة أبرزها غياب لاعبين أساسيين كسالم الدوسري وسلمان الفرج بسبب الإصابة. لكنه أثنى على اللاعبين الشباب الذين تم ترفيعهم إلى التشكيلة الرئيسية لِتَعويض النقص، مؤكدًا أنهم يمتلكون الموهبة والإمكانيات لِصُنع الفارق. ويُعوّل رينارد على خبرته في التعامل مع مثل هذه الظروف، وقدرته على توظيف إمكانيات اللاعبين بشكل مثالي لِتَحقيق النتائج المرجوة.

التشكيلة الحالية في المنتخب السعودي: مزيج الخبرة والشباب

يعتمد “الأخضر” على توليفة من اللاعبين ذوي الخبرة والشباب. ومن أبرز الأسماء:

  • حراسة المرمى: يظل محمد العويس الخيار الأول بفضل خبرته الكبيرة وردات فعله السريعة.
  • الدفاع: يشكل كل من علي البليهي وحسن تمبكتي عمودًا فقريًا قويًا للخط الخلفي، وذلك بفضل قوتهما البدنية وخبرتهما في التعامل مع مهاجمي الخصم.
  • الوسط: يمثل سلمان الفرج (في حال عودته من الإصابة) القلب النابض للفريق بفضل قدرته على التحكم باللعب وصناعة الفرص، بالإضافة إلى خبرته الكبيرة في المنتخب و قيادته لزملائه داخل الملعب.
  • الهجوم: يبقى سالم الدوسري النجم الأبرز بمهاراته الفردية وقدرته على التسجيل من مسافات بعيدة، لكن في ظل غيابه القسري، يُعوّل رينارد على مجموعة من المهاجمين الشباب أمثال فراس البريكان وصالح الشهري لِقِيادة الهجوم.

بالإضافة إلى هؤلاء النجوم، يضم الفريق مجموعة من اللاعبين الشباب الواعدين الذين يمكنهم إحداث الفارق إذا حصلوا على الفرصة المناسبة.

التحدّيات أمام المنتخب السعودي

رغم الإمكانيات الكبيرة والطموحات العالية، يواجه المنتخب السعودي عدة تحديات أبرزها: 

  • المنافسة الشرسة في آسيا: تضم المجموعة الثالثة منتخبات قوية مثل اليابان وأستراليا والبحرين، مما يجعل المنافسة على بطاقتي التأهل المباشر صعبة للغاية. تتمتع هذه المنتخبات بخبرة كبيرة في التصفيات الآسيوية، وتضم لاعبين محترفين على مستوى عالٍ في الدوريات الأوروبية.
  • غياب الاستقرار الفني السابق: أثرت الفترة التي غاب فيها رينارد  سلبًا على أداء الفريق، مما أدى إلى تراجع النتائج في بداية التصفيات. يلعب استقرار الجهاز الفني دورًا هامًا في بناء فريق قوي ومتماسك على المدى الطويل.
  • الإصابات: يشكل غياب لاعبين أساسيين مثل سالم الدوسري وسلمان الفرج ضغطًا إضافيًا على المدرب واللاعبين الشباب. يمثل هذين اللاعبين ركائز أساسية في الفريق، ويؤثر غيابهما على التوازن داخل الملعب.
  • تحسين الأداء الهجومي: رغم وجود لاعبين موهوبين في الخط الأمامي، لا يزال الفريق يعاني من نقص الفاعلية الهجومية وتسجيل الأهداف. يتطلب هذا التحدي من رينارد العمل على تطوير الخطط الهجومية وإيجاد حلول للتكتلات الدفاعية التي تُواجه الفريق.

فرص المنتخب السعودي للتأهل لكأس العالم 2026

رغم الصعوبات الحالية، لا تزال فرص المنتخب السعودي قائمة للتأهل إلى كأس العالم 2026، وذلك بناءً على وقائع عدة أبرزها:

  • زيادة عدد المقاعد الآسيوية: مع تخصيص 8 مقاعد مباشرة لآسيا في مونديال 2026، تزداد فرص السعودية للتأهل مقارنة بالبطولات السابقة. هذا يعني أن المنافسة ستكون أقل حدّة، وأن “الأخضر” لديه فرصة أكبر لِحجز مقعد له في المونديال.
  • خبرة اللاعبين والجهاز الفني: أكسبت المشاركة المميزة في مونديال 2022 اللاعبين والجهاز الفني خبرة كبيرة يمكن استثمارها خلال التصفيات الحالية. تعلّم اللاعبون من أخطائهم في المونديال الماضي، واكتسبوا ثقة أكبر في قدرتهم على منافسة المنتخبات الكبرى.
  • الدعم الجماهيري الكبير: لطالما كان شغف السعوديين بمنتخبهم الوطني كبيرًا، وهم يشكلون اللاعب رقم 12 للفريق، مما يمنح اللاعبين دفعة معنوية قوية خلال المباريات الحاسمة.

المباريات القادمة

  • 20 مارس2025: السعودية ضد الصين (ملعب الأول بارك في الرياض)
  • 25 مارس 2025: اليابان ضد السعودية (طوكيو)

رؤية مستقبلية

مع استعداد السعودية لاستضافة كأس العالم 2034، تتطلّع المملكة لتطوير كرة القدم المحلية وتعزيز مكانتها عالميًا. يتطلب هذا المشروع بناء فريق قوي قادر ليس فقط على التأهل للمونديال بل أيضًا المنافسة فيه. ينبغي أن يكون التركيز حاليًا على تطوير المواهب الشابة وزيادة الاحتكاك الدولي للاعبين عبر انتقالهم إلى الدوريات الأوروبية أو المشاركة المنتظمة مع أندية آسيوية قوية.

ختام

يبقى السؤال الأهم: هل يستطيع المنتخب السعودي تجاوز العقبات الحالية والتأهل لكأس العالم 2026؟ تعتمد الإجابة على قدرة الفريق والجهاز الفني على التعامل مع التحدّيات وتحقيق النتائج المطلوبة في المباريات القادمة. المؤكد هو امتلاك المنتخب السعودي للإمكانيات والطموحات لتحقيق ذلك. بدعم الجماهير والعمل الجاد والتخطيط السليم، يمكن للأخضر أن يعود بقوة إلى الساحة العالمية ويكتب فصلًا جديدًا من تاريخه الكروي المشرق.